لماذا تخاف الفتاة من الزواج؟

لماذا تخاف الفتاة من الزواج؟




قال الله عز وجل فى محكم كتابه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21).
فى عالم غريب ولكنه جميل تبدأ المرأة حياة جديدة بالزواج. ولكن فى عصرنا الحالى نرى بعض الفتيات يرفضن فكرة الزواج ويقلن: نار العنوسة ولا جنّة الزواج.
مقولة باتت رائجة على لسان حال فئة كبيرة من الفتيات هذه الأيام. فلم يعد الزواج ذلك الحلم الذى تنتظره الفتاة لتحقيق أمنية العمر، بعدما دخلت على خط الزواج عواملُ عديدة أفقدته بريقه. ولم يعد الرجل هو "السند" لدى هذه الفئة الكبيرة من الفتيات، ولم تعد العنوسة ذلك الشبح المخيف عندهن.
السترة والبيت وإنجاب الأولاد كانت همّ المرأة فى الماضى، لكن العقدين الأخيرين غيّرا الكثير من مفاهيمها؛ إذ أصبحت تنشد العلم والعمل وراحة البال بدلاً من الزواج الذى هو سنة من سنن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وفيه مصالح وفضائل جليلة وعظيمة للرجال والنساء والأمة جمعاء. قال عليه الصلاة والسلام: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" (رواه مسلم).
وكثيرًا ما أسمع عن فتيات فى ريعان الشباب وفى مُقتبل العُمر لم يتزوجن ويرفُضنَ كُل شاب يتقدم لخطبتهن، ومنهن من يرفضن رفضًا مطلقًا فكرة الزواج وإذا ما تقدم أحد لهن يتم رفضه دون سبب يذكر، وتظل الفتاة مترددة إلى حين انتهاء الموضوع إلى الرفض وحينها ترتاح.
فهى لا تشعر بحاجتها للزواج ولا تشتاق لأن يكون لها منزلها الخاص الذى ترفرف عليه السكينة والمودة. وتريد أن تمضى حياتها هكذا وهى مرتاحة بوضعها وبحالها.
وبدأت فوبيا الزواج تجتاح عقول الفتيات. فقد ترى إحداهن أختها المتزوجة تقاسى الأمرّين بسبب زوجها، أو تشاهد أباها يعنف أمها، وإن لم يكن الوضع هذا ولا ذاك فهى لا تجد رجلاً يحترم عملها قبل عقلها، والأهل بعضهم لا يتفهم حالتها ويقولون لها: البنت سترتها الزواج وبيت زوجها هو حياتها، دون أن يبحثوا وراء أسباب رفض فكرة الزواج من الأساس.
فما الأسباب التى تجعل الفتيات يرفضن الزواج؟ هل يا ترى الخوف من الانتقال إلى الحياة الزوجية لما فيها من مسئوليات وتدابير منزلية وعائلية؟ أم هناك أسباب أخرى تمنعها؟
هذا ما سوف نتعرف عليه من نماذج كثيرة قابلتها فى حياتى بحكم عملى فى مجال علم النفس ومن القراءات التحليلية لهذه الظاهرة، وكلها أجمعت على أن رفض مبدأ الزواج بات خيارًا عند قطاع كبير من الفتيات. فمنهن من يرفضن الزواج لأنهن يكرهن الخضوع لأوامر الزوج وخدمته كما كانت تفعل الأم، فلماذا يبحثن عن رجل يتحكم فى مشوارهن وطموحهن؟ يكفى ما رأينه من عشرات الزيجات غير الناجحة، وارتفاع نسبة الطلاق.
وبعضهن يرين أن الزواج يعوق عن تحقيق الذات فيرفعن شعار "وداعًا للزواج".
وقد يكون السبب فى هذا الفهم الخاطئ عند المرأة هو أن بعض الرجال لا يريدون أن تكون زوجاتهم ناجحات أكثر منهم وخاصة لو كان الرجل أقل منها علميًا وماديًا. فبعض الرجال يرى أن المرأة خلقت لخدمته والخضوع له وإطاعة أوامره، وكأنها واحدة من الجوارى. فى نفس الوقت أصبحت «بنت اليوم» أكثر نضوجًا بعد أن تعلمت وأصبحت عضوًا فعالاً وناجحًا فى المجتمع، وتحرّرت اقتصاديًا، ولم تعد تعتمد على الرجل. ولهذا كثير من الفتيات يخفن من الزواج، ويفضلن العنوسة ولا يخجلن منها وتلك الفئة لم تعد تشعر بالأمن والأمان مع الرجل الذى ما زال تقليديًا فى أسلوب تعامله معها، بل أصبح عبئًا عليها، من حيث الخدمة وتحمل المسئولية ماديًا ونفسيًا.
ومن أسباب رفض الزواج أيضًا تعود الفتاة على حياة الطفولة والتدليل من قبل الأم والأب، وعدم الرغبة فى الابتعاد عنهما.
أيضًا، قد يكون رفض الفتاة الزواج رغبةً فى إكمال دراستها العليا، أو لأنها تريد أن تعمل والخاطب يرفض ذلك، فتقدم العمل والوظيفة على الزواج.
وأخيرًا يأتى دور الإعلام السلبى فى بث المفاهيم المغلوطة عن الزواج والحياة الزوجية.
رسالة إلى الفتاة
إننى أرسل رسالة إلى كل فتاة ألا تخشى الزواج، وألا تدع التجارب الزوجية الفاشلة من حولها تترك آثارها السلبية على عقلها ونفسها.
بل عليها أن تستفيد منها وتكون أكثر قدرة على اختيار الرجل صاحب الأخلاق الحسنة والسلوكيات المستقيمة.
وعليها أن تدرك أن الحياة السعيدة للمرأة لا تكتمل إلا فى ظلال نصفها الآخر «الرجل» فقد خلق الله الكون كله قائما على فكرة الزوجية، قال تعالى: (وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات:49).
لقد حث الإسلام على الزواج ورغّب فيه وأمر به، ونهى عن رفض الفطرة وتأخير الزواج أو العزوف عنه، أو تفضيل المصالح الدنيوية المادية عليه؛ لأن فيه مصلحة دينية ودنيوية.
فإذا تقدم للفتاة الكفء من الرجال، عليها ألاّ تتردد، بل تجعل أمرها بيد الله وأن تضع نُصب عينها قولهصلى الله عليه وسلم: "تناكحوا تكاثروا؛ فإنى مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة" (رواه عبد الرزاق والبيهقى عن سعيد بن أبى هلال) وقوله أيضًا::"النّكاح سُنّتى فمن رغب عن سُنّتى فليس منّى" (رواه البخارى).
بقلم: سامية فاروق عبد الحميد (باحثة دكتوراه فى علم النفس التربوى- جامعة القاهرة)
غياب الأسرة وانتشار العنف
قال أكاديميون كويتيون: إن غياب دور الأسرة فى غرس القيم والمبادئ من أبرز العوامل التى تؤدى إلى انتشار العنف وشددوا على أهمية دور التعليم فى مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية أقيمت فى مكتب الإنماء الاجتماعى التابع لديوان رئيس مجلس الوزراء الكويتى بعنوان: (العنف فى الشارع الكويتى أسبابه وطرق علاجه)، وأشارت الحلقة إلى أن وسائل الإعلام قد تؤدى دورا مؤثرا فى الإسهام فى نشر العنف، وازدياد معدلات الجريمة.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مديرة إدارة شئون الإرشاد النفسى والاجتماعى فى مكتب الإنماء الاجتماعى، الدكتورة وفاء العرادى قولها: إن العوامل التى تؤدى إلى العنف عديدة، منها: الخلل فى التنشئة الاجتماعية، والتدليل الزائد من جانب الأهل والتفكك الأسرى.
أما رئيسة مكتب الاعتماد الأكاديمى فى كلية العلوم الاجتماعية الدكتورة ملك الرشيد فأشارت إلى تأثير وسائل الإعلام فى نشر العنف، وأن الإحصائيات تشير إلى أن هناك 15 ألف جريمة وقعت فى الأشهر التسعة الماضية، وهناك جريمة ترتكب فى الكويت كل نصف ساعة معتبرة أن هذه المؤشرات مخيفة جدا .

و لهذا السبب تخاف الفتاة من الزواج؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق